المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: المرأة الأربعاء مارس 25, 2009 2:21 am | |
| المرأة أقل عرضة من الرجل لغواية الفساد الكبير سعيد هلال الشريفي هل واقع المرأة العربية ونحن في نهاية العقد الأخير من الألفية الثالثة يبعث على الطمأنينة حول مستقبلها, بعد أكثر من نصف قرن من الكفاح والنضال الاجتماعي ضد قوانين كبلت حياتها طيلة قرون مضت؟سؤال يطرح نفسه قبل الشروع بتقديم إجابات من شأنها توصيف واقع اجتماعي عربي يعاني برمته من إرث ضخم من العقبات, تشمل كل المكونات الفاعلة فيه, لكنها تلقي بالعبء الأكبر على كاهل المرأة, لتهمش نصف المجتمع وتجعله خارج أي عملية تنمية ممكنة, يضطلع بها طرف, نظرا لجملة من العوائق الثقافية والدينية, التي لابد أن يصطدم معها أي فكر إصلاحي, فتكرهه على استبعاد إمكانية مشاركة المرأة, خصوصا في صنع القرار, والاكتفاء بمنحها أدوارا تنفيذية شكلية, ديكورية أحيانا, وغير فاعلة في كثير من الحالات.لقد تسنى لي في سنين سابقة, أن أزور أو أن أقرأ عن تجارب بعض البلدان الإسلامية, غير العربية, كتركيا, وماليزيا, وأندونيسا, وأكتشف أن سر نهوض هذه الأمم الكبرى يكمن في انقطاعهم الجزئي عن مراحل تقهقر الفكر الإسلامي العربي وما أنتجه من فقه مدون باللغة العربية في مراحل انحطاط الأمة, واتصالهم الفكري بما لديهم من فكر وفقه مترجمين, تم إنتاجهما في مرحلة الصعود الحضاري للأمة العربية خلال القرنين التاليين لوفاة الرسول الكريم (ص).تشعر وأنت تتجول في شوارع اسطنبول, من حي التقسيم الشعبي, إلى أرقى أحياء الجزء الأوروبي من المدينة, أنك في حاضرة إسلامية كبرى, يفوح منها عبق التاريخ, ويخيم على فضائها الرحب, الطابع العمراني الإسلامي كعاصمة لخلافة إسلامية دامت أكثر من أربعة قرون, وامتدت جغرافيا من قلب أوروبا إلى مشارف الهند, مرورا بالمنطقة العربية وحوض المتوسط. صحيح أن التدين حاضر في كل مظاهر الحياة اليومية فيها, لكنه ليس عائقا أمام حركة المجتمع بكل مكوناته البشرية. فالمرأة يمكن أن تجدها في كل مكان من أماكن العمل. فهي سائق في باصات النقل الداخلي, ومديرة مصرف تجاري, ورئيسة شركة كبرى. وقد تجدها في كل الأزياء المختلفة, محجبة أو خلاف ذلك. الزي لايشكل عائقا أمام عملها وانطلاقتها في الحياة العملية. والأهم من كل ذلك, أن النمط الطالباني الأفغاني في زي الرجال والنساء ليس المفضل لديهم, كما هي الحال عندنا. لقد تفهم العقل المتدين, غير العربي, المسلمات الفكرية المرنة, الموجودة أصلا في الشريعة والفقه الإسلامي, إبان مرحلة الصعود الحضاري للأمة العربية, فترجمها في حينها, وتمسك بها, وطورها بعيدا عن تأثيرات الشطط المتشنج, المتشدد الذي أنتج في مراحل لاحقة من تراجع الفكر العربي الإسلامي.من هنا أتت مسألة عدم الحرج في مشاركة المرأة بشكل تام في عملية التنمية, لأن الشريعة أتاحت لها الحق في التملك والحكم والإدارة وتأسيس الأسرة وتقرير مصيرها بنفسها عندما تبلغ سن الرشد, دون وصاية لأحد عليها. فمن حرمها كل هذه الحقوق؟ ولماذا فرضت عليها معركة مع أقرب الناس إليها, والدها وشقيقها وعمها وخالها وزوجها؟ ومن مكن كل هؤلاء من التحكم بأمر تعلمها وتثقفها والزواج والسفر طلبا للعلم أو العمل؟ هل هي الشريعة أم الرجل العربي الذي فسرها في مراحل انحطاط الأمة, بما يتوافق مع ثقافته ورغباته؟هل كان لتركيا أن تحقق ناتجا محليا عام 2007 يعادل الناتج القومي العربي برمته, رغم أن عدد سكانها لايزيد عن ربع عدد سكان الوطن العربي الكبير, لو كانت المرأة التركية مهمشة, وجاهلة, حبيسة المنزل, كما هو الحال في معظم البلدان العربية؟ وهل كان للاقتصاد التركي أن يبلغ شأنا من القوة أهله ليحتل المرتبة الثامنة عشرة على سلم الاقتصاد العالمي, لولا مشاركة جميع أبنائه, بمن فيهم المرأة, حتى في صنع القرار؟لقد أثبتت دراسة أوروبية صدرت عقب ويلات انهيارات أسواق المال العالمية خريف العام الماضي, أن الشركات الاقتصادية الأوروبية التي كانت تحظى في مجالس إدارتها على نسبة تقارب 30% من النساء, كانت الأكثر قدرة على مواجهة الأزمة المالية, لأنها كانت الأكثر شفافية في موازناتها. الأمر الذي حدا بحكومة السويد إلى اتخاذ قرار سريع بتنصيب امرأتين, على رأس إدارة كبرى مصارفها الحكومية, بهدف منع انهيارها. وخلصت الدراسة إلى نتيجة تقول بأن المرأة العاملة, الأم, أكثر حصانة, بل أقل عرضة بكثير من الرجل لغواية الفساد الكبير. | |
|