هل من المفيد التذكير بقصة الشاب الذي مر بالقرب من حقل فوجد عجوزا هرما يحفر عميقا في ارضه ويضع في كل حفرة غرسة نخيل صغيرة, فتوقف وناداه ساخرا: هل تأمل أن تعيش أيها الشيخ حتى تكبر هذه الغرسات وتأكل من ثمارها؟
فأجابه العجوز بلهجة الواثق من نفسه وغير عابيء به: غرسوا لنا, فأكلنا, ونغرس لهم فيأكلون.
هل نحن جيل راض عن نفسه؟
لنكن صادقين مع أنفسنا ونقول الحقيقة دون نفاق
عندما كنت طفلا, كنت آنس كثيرا لأحاديث الكبار الذي يتحلقون في صباحات الصيف الرطبة أمام متجر والدي يحتسون الشاي ويثرثرون بكل شيء. بالسياسة بالدين بالأخلاق بالاقتصاد بالمعاملات. وكانوا عندما يأتون على ذكر احد موظفي الحكومة بالسوء لأنه يرتشي يخفضون صوتهم ويردفون حديثهم عنه بالقول "والعياذ بالله"..كان الحديث عن فساد موظف في الحكومة شيئا فيه الكثير من الحذر لأنهم يعتبرون ذلك, وفق معايير ستينيات القرن الماضي, أمرا نادرالحصول وليس ظاهرة مستشر ية, وهي على ندرتها كانت محط استغراب الناس التي لايمكنها أن تفهم دواعي اقدام موظف ما على مد يده "للحرام" وهو بغنى عنه.
للحديث صلة