المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: قوزاق..وزير الثلاثاء أبريل 21, 2009 10:03 am | |
| قوزاق..وزير صحيفة تشرين-ثقافة21 نيسان –أبريل- 2009 سعيد هلال الشريفي قوزاق وقبضاي سابق في علب الليل الموسكوفية وسجل حافل بالشائنات والعنصرية المنفلتة من كل عقال, يقتحم صفوف اليمين الإسرائيلي في أواخر ثمانينيات القرن الماضي, ويصعد حتى يبلغ رأس الهرم في دبلوماسيتها, ويحظى بلقب "معالي الوزير".أي مهزلة هذه؟لو كنت أعرف مسبقا كيف سيكون موقف الصحفيين في الغرب عندما سيلتقون مع هذا السوقي الموتور, الذي لا يخجل من شيء, ولا حتى من ماضيه "كمستخدم قبضاي" للملاهي الليلية في موسكو, أو مهرب مخدرات, ومبيض لأموال قذرة. هل سيرفضون اللقاء معه, حفظا لماء الوجه, أم أنهم يرون في مواقفه المتطرفة, وتصريحاته العنصرية المنافية لمعاهدة جنيف الرابعة, ولائحة حقوق الإنسان, مجرد جنوحات قومية مفهومة في سياق الواقع الذي تفرضه طبيعة الصراع القائم في المنطقة؟أمير بن بورات, أستاذ في جامعة بن غوريون, كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت: " لقد عمم أفيغدور ليبرمان شعار "الموت للعرب" على كل الواجهات الإعلانية في ملاعب كرة القدم منذ عام 1990, حتى أصبح هذا الشعار أمرا مألوفا في عمق الذهنية الإسرائيلية, خصوصا في قطاع المستوطنين.لو أن مسؤولا عربيا, أو مسؤولا في حركات المقاومة تفوه بأقل مما يتشدق به هذا القبضاي الإسرائيلي, على مرأى وسمع العالم, هل كان الغرب وإعلامه الحر, سيصمت على تصريحات مماثلة تدعو إلى إلقاء اليهود في البحر؟عندما كانت غزة تحترق بالفوسفور الأبيض في الأيام الأخيرة للعدوان الوحشي على أهلها, كان المستوطن "القبضاي", يعرب عن استيائه من تراخي قبضة القيادة العسكرية في التعامل مع غزة, فراح ينادي بشكل هستيري بضرورة تدميرها عن بكرة أبيها, بهدف تحرير العريف شاليط, وإلقاء كل السجناء الفلسطينيين, في البحر الميت, وضرب كل البنى التحتية, من ماء وكهربا وطرق ومصانع ومدارس وجامعات في الضفة الغربية في آن معا. وقد وعد ناخبيه بتحقيق حلمهم في طرد آخر عربي من فلسطين في حال وصوله إلى السلطة.لم يعرف التاريخ الاستعماري للإمبراطوريات الغربية السابقة, (البريطانية والفرنسية) نفيا وإلغاء للآخر المحتل في قواميسهم اللغوية أو مصطلحاتهم الاستعمارية, مثلما عرف الفلسطينيون على أيدي هؤلاء الغزاة الذين لايشبهون البشر في شيء.لقد تقاسمت تلك الإمبراطوريتان العالم منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية, لكنهما لم تحرما الشعوب التي خضعت لهما من حقها في استمرار العيش على ترابها الوطني كونها صاحبة الأرض "المستعمرة", فأطلقوا عليها تسميات تعني في مجملها "السكان الأصليين" فهم Aborigènes في أستراليا, و Autochtones أو Indigènes في المستعمرات الفرنسية, إلا في فلسطين, ينكر عليهم أنهم السكان الأصليون للبلاد, لتعلو الأصوات العنصرية المطالبة بترحيلهم, دون أن يسأل أحد في المحافل الدولية المعنية بحقوق الإنسان, ولكن ترحيلهم إلى أين؟ نظرة عابرة إلى المستوى الثقافي واللغة السوقية لهذا الوزير, ربما تقدم صورة جلية للإعلام الغربي في تعاطيه مع رأس السلطة الدبلوماسية لهذا الكيان العنصري. جاء في رد له على سؤال عن أهم مواصفات الزعيم السياسي قوله لصحيفة هاآريتس الصادرة بتاريخ 23 نيسان 2002 : " إن أهم شيء يجب أن يتوفر في الزعيم السياسي ليس رصيدا ثقافيا قويا أو عاطفيا, بل خصيتين قويتين".يبدو أن هذا المستوى من الانحطاط الفكري سمة خاصة بالألفية الثالثة التي قذفت لنا مع أول يوم فيها برئيس جاهل لأعظم دولة في العالم, يخطئ في أبسط القواعد بلغته الأم, ويفاخر بأنه لم يقرأ كتابا واحدا في حياته, وعندما تعرف مصادفة على رواية الغريب لألبير كامو عام 2007, أسر لمستشاره الخاص طوني سنو عن إعجابه الشديد بالقول: إن كامو كاتب عظيم لأنه يعتقد بأن قتل العرب ليس جريمة ضد الإنسانية. | |
|