اوراق.. العهد الجديد للشيطان
دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الاربعاء 13 أيار 2009
سعيد هلال الشريفي
ترتكز الايديولوجيا التي صاغ بنودها ويزو بت لمحفل متنوري بافاريا في أواخر القرن التاسع عشر على توصيف شامل لما يجب أن يكون عليه العالم مع مطلع الألفية الثالثة، وقرب نزول «المسيح الدجال» إلى الأرض قبيل عام 2012 حسب الروايات التلمودية.
ولتحضير العالم لهذا الحدث الجلل حسب «محفل بافاريا» فقد تم وضع مخطط شامل للعالم يفضي بسيطرة «المتنورين» وهي التسمية المموهة للنخبة المثقفة من الصهاينة، على مقدرات الأرض الاقتصادية والمالية بعد إشاعة الفقر والمرض والمجاعات والأوبئة وشيوع الجهل والشعوذة في العالم.
[size=9]تقول باربارا مارسينياك في كتابها «عائلات المتنورين» الصادر عن دار نشر أريان في باريس أنه عندما أذن القرن العشرين على الانتهاء، كان المحفل الأعلى للمتنورين قد أجمع على اختيار جورج بوش الابن ليكون رئيس الحكومة العالمية خلال العشر الأول من الألفية الحاسمة، للعديد من الأسباب التي يطول استعراضها هنا، لكن الطريف حسب ماذكرت مارسينياك أنه عندما ذهب مندوب عن المحفل إلى تكساس لإبلاغه ضرورة ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة، وجده عائدا لتوه من حفل شرب مع أصدقائه وبحالة يرثى لها من الثمالة وعدم التوازن، وعندما أسمعه القرار انفجر ضاحكا، غير مستوعب ماقيل له، وعندما صحا في اليوم التالي من سكره الشديد، أعتقد أنه رأى مناما وأن وحياً على هيئة ملاك طلب إليه بأمر رباني أن يكون رئيسا للعالم كي يحارب الشر وينشر الرخاء والعدالة على الأرض، وهكذا راح يحث أصدقاءه في اليوم التالي.
[size=9]تكشف المؤلفة الفرنسية في كتابها الرائع جوانب عديدة من الأسرار التي تكتنف الملحق السري «لبروتوكولات حكماء صهيون» الذي عثر عليه مطويا في ثياب كاهن كان يحمله عام 1875، وقد وجد مقتولا بسبب صاعقة تعرض لها وهو في الطريق بين فرانكفورت وباريس.
[size=9]هنا سنكتفي باستعراض توصيات لجنة الثلاثمئة التي تأسست من نخبة رجال الفكر والمال الصهاينة، تحت ظل التاج البريطاني عام 1729، المتعلقة بما يجب أن يكون عليه العالم عام 2000 من الناحية الثقافية والروحية والعقائدية العامة.
[size=9]جاء في السر الأول الذي تلخصه مارسينياك في كتابها أنه «لكي نتوصل إلى الهيمنة على جميع البشر في الكون لابد من العمل منذ الآن على زرع روح الشقاق والتنافر بين البشر عبر تأجيج التناقضات الدينية والعرقية والثقافية بينهم في كل مكان، خصوصاً في أوروبا يجب العمل على تحطيم سيطرة الكنيسة الكاثوليكية، عبر تشجيع المذاهب الأخرى على ترسيخ نفسها يجب انشاء صحف كبرى ذات انتشار واسع تطرح الحقائق ونقيضها، تتعب أذهان الناس العاديين وتجعلهم يتقبلون في النهاية الفكرة السائغة السهلة التي نريد أن نحشوها في رؤوسهم، يجب إشاعة الأدب العبثي، والسطحي، والأجوف الفارغ من أي مضمون، كما يجب تشجيع الكتاب الاباحيين ونشر روح الدعارة والفسق وأدب المجون، يجب تحطيم أهم عنصر في تماسك المجتمع، وهو الرابطة الأسرية، هذه الخلية الحية في انتاج الحضارات يجب تحطيم المحرمات من أذهان البشرية، وجعلهم يدورون في حلقة مفرغة من التشوش والضياع، والأهم من كل ذلك زرع روح اليأس في كل من يحاول المقاومة، يجب قتل روح المقاومة عند البشر عبر اتهامهم بأي شيء.
[size=9]يجب السيطرة على مناهج التعليم، خصوصا في أوروبا يجب أن تكون اللجان التي تصوغ هذه البرامج من أصدقائنا حصرا، أما «الأغيار» في بقية أنحاء العالم فيكفي إبقاؤهم على جهلهم، وحرمانهم من حق الحصول على تعليم جيد، حتى يحكموا على أنفسهم بالتلاشي التدريجي تحت سيطرة الجهل والشعوذة».
[size=9]وتخلص مارسينياك إلى القول: هل النظام العالمي الجديد الذي تم التخطيط له خلال قرون عديدة، وشنت من أجله العديد من الحروب المروعة، سار وفق رغبة آبائه المؤسسين ألم يصطدم بجدار صلب في محاولة استيلاد متعثرة له في الشرق الأوسط؟
[size=9]يجيب ف.ماكيرون في كتاب له صدر في باريس عام 2007 بعنوان «رسائل من الأهل» عن هذا السؤال بقوله: أجل يمكن الوقوف بحزم أمام هذه الطغمة الظلامية التي تسعى للهيمنة على العالم، من خلال التمسك بقوة بهويتنا وثقافتنا، ورفض الحقائق التي تعد في مختبرات العولمة على أنها حقائق يجب إعمال عقولنا والأهم من كل ذلك التمسك بأبسط خصوصياتنا وعاداتنا وثقافاتنا كشعوب وأمم مختلفة، فوق هذا الكوكب الجميل.
[size=9]
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]