المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: أين برامج تنظيم الأسرة الإثنين مايو 18, 2009 1:28 pm | |
| أين برامج تنظيم الأسرة؟
دمشق صحيفة تشرين مجتمع الاحد 17 أيار 2009 سعيد هلال الشريفي لم تكن مسألة تنظيم الأسرة عندما تم إحداث جمعية تعنى بشؤونها في سبعينيات القرن الماضي، تطرح تحديات جدية كالتي واجهت خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأخيرتين. كان ثمة استقرار في معدل الولادات وفق المستوى العالمي المقبول للمجتمعات النامية، 8،1% في مقابل معدل وفيات متقارب نسبيا وموارد مائية وزراعية فائضة عن الحاجة الفعلية للسكان. [size=9]كان عدد سكان سورية في مطلع ستينيات القرن الماضي لا يتجاوز 5،3 مليون نسمة. وكانت حصة الفرد من المياه العذبة تقدر بنحو 4800 ليتر من المياه في العام، بشكل يقترب من المعدل العالمي المقدر ب 7200 ليتر في العام. [size=9]فما الذي حصل خلال الأربعين سنة الأخيرة من القرن الماضي، والسنوات التي تلته من الألفية الحالية حتى حصل كل هذا الخلل في الموارد المائية التي انخفضت إلى ما دون الخط الأحمر خلال السنوات العشر الأخيرة وبلغت 600 ليتر في العام، وهي مرشحة إلى مزيد من الانخفاض بفعل عاملين رئيسين: تتالي سنوات الجفاف والنمو السكاني المتزايد بنسب مطردة، بلغ ذروته بتقديرات عام 2007 بمعدل 8،2% لتحتل سورية مكانة متقدمة بين الدول العربية على هذا الصعيد، تجعلها تقف مباشرة وراء مصر التي تحتل المرتبة الأولى بمعدل يقترب من عتبة 4%. الأمر الذي يفرض واقعا صعبا أمام العديد من الحكومات العربية التي تعاني من هذه المشكلة، عند وضع برامج التنمية في ظل معدلات نمو سكاني سريع، يستدعي لحظ مشاريع بنى تحتية غير متكافئة مع مؤشرات النمو الاقتصادي التي يرى الاختصاصيون بأنها يجب أن تزيد نسبتها عشرة أضعاف نسبة النمو السكاني كي تنجح برامج التنمية. ولا أدل على ذلك من تجربة التنمية في الصين التي شهدت في العقود الثلاثة الأخيرة معدلات نمو مذهلة فاقت نسبتها كثيرا معدلات النمو السكاني التي تعتبر الأشد انخفاضا وفق المقياس العالمي. [size=9]والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المجال: كيف نعيد طرح إشكالية النمو السكاني المطرد، وما يترتب عليها من بطء في مؤشرات النمو الاقتصادي وتعثر في برامج التنمية ومشاريع البنية التحتية ( مدارس، جامعات، مراكز صحية، طرق عامة، نقل مشترك، مياه عذبة، صرف صحي، وتدني في مستوى دخل الأسرة) في ظل موروث ثقافي شعبي يخلط بين الدين والعادات والتقاليد المحلية ، وينجذب أصحابه أكثر فأكثر نحو المفاهيم المغلوطة التي يتلقونها من فضائيات عابرة للحدود، تغذي هذا الموروث الثقافي بالمزيد من الجهل والشعوذة، من خلال العزف على وتر الماضي والتمسك بالعادات والتقاليد. [size=9]ألا تمارس العديد من مسلسلات الدراما العربية، خصوصا منها التي تتصدى لمعالجة مراحل معينة من التاريخ العربي الإسلامي، أو البيئة المحلية، دورا سلبيا من خلال إعادة إحياء الكثير من هذه العادات والتقاليد، وتجميلها، كفضيلة الزواج المبكر للبنات والشباب، وعرض حياة الوفاق والوئام في بيت يضج بعشرات الأولاد والعديد من الزوجات ، كمثال للأسرة العربية السعيدة في ذلك العصر الذهبي؟ [size=9]صديق من الوسط الفني أسر لي مرة أن العديد من كتاب الدراما اللامعين الذين يوجهون الرأي العام، خصوصا عبر دراما البيئة المحلية، يفتقرون إلى الحد الأدنى من الآفاق المعرفية والثقافية للمجتمعات التي يكتبون عنها، وهم حسب رأيه «حكواتية» ثقافتهم متواضعة، لكنهم يحظون بملكة سرد الحكايات وحرفة كتابة السيناريو، فهل هذا مبرر لامتلاك ناصية توجيه الرأي العام، وفرض مفاهيم خاطئة، تسير أحيانا بعكس اتجاه العديد من برامج التنمية الاجتماعية؟ [size=9] [/size][/size][/size][/size][/size][/size] | |
|