المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: الاعلام بين مفهوم الدولة والحكومة الأربعاء يوليو 22, 2009 11:17 pm | |
| الاعلام بين مفهوم الدولة والحكومة سعيد هلال الشريفي ربما لأن عادة الركون إلى أوراقنا منذ عقود من الزمن, نودعها ما نفكر به وما نريد قوله, جعلتنا نفقد المقدرة على التعبير الخطابي, فتصطدم أفكارنا عادة بحاجز "عدم الإيصال الواضح" أو حتى "عدم الاستقبال الجيد" من قبل المتلقي.هذا ما جرى بالفعل أثناء اجتماع السيد وزير الإعلام يوم السبت الماضي مع أسرة تحرير صحيفة تشرين.قدم السيد الوزير في كلمته عرضا شاملا للأحداث التي عصفت بالمنطقة منذ اعتلاء المحافظين الجدد في الولايات المتحدة قمة السلطة, ومباشرتهم الحرب على العالمين العربي والإسلامي, وتوقف عند أبرز المحطات التي تخص المنطقة, وتحديدا سورية, وأشار إلى أهم المنعطفات التي طرأت على مشروع الشرق الأوسط الكبير, ودور الدبلوماسية السورية الذكية والهادئة, طيلة السنوات العجاف, في احتواء حمأة الثيران الهائجة في المنطقة, عبر انتهاج استراتيجيات عمل تفضي إلى إضعاف قوتهم وحركتهم بكل الوسائل المتاحة, دون إثارتهم والتصادم المباشر معهم.أليس هذا ما حصل فعلا بعد أن بدأ غبار الحروب ينقشع تدريجيا عن المنطقة, وسعي المحتل المتغطرس إلى خطب ود سورية لمساعدته على الخروج من المنطقة؟. أليس هذا انتصارا للدبلوماسية السورية الهادئة والمتزنة؟ تساءل السيد الوزير بلهجة كانت تحمل بين ثنايا كلماته أكثر من سؤال, حول إعلام يقوده منذ سنوات, لكنه غير متحمس لمنحه شهادة حسن أداء في جميع الأحول.ومما جاء في كلمته في هذا الخصوص قوله: " لا أفهم حتى الآن لماذا يتحول الإعلام السوري إلى نمر حقيقي في الدفاع عن الوطن حين يتعرض لخطر التهديد الأجنبي من الخارج, مظهرا مقدرات فذة في كوادره التحريرية, ثم سرعان ما يعود إلى ترهله عندما يزول الخطر وتهدأ العاصفة. لماذا لا يستمر بنفس الوتيرة من الأداء الجيد في كل الظروف"؟تساؤلات لم تخف امتعاض السيد الوزير من الأداء الإعلامي في المرحلة الحالية, بقطاعاته المتنوعة, المقروءة والمرئية والمسموعة, وحتى الإعلام الخاص الذي لم يثبت حتى الآن أي تميز في الأداء عن إعلام الدولة.وعلى سيرة إعلام الدولة, كان لمداخلة الزميل إياد عيسى, في محاولة ربما لم تكن موفقة تماما في أسلوب العرض, دور مهم في إثارة الجدل حول ضرورة تحديد هوية هذا الإعلام قبل كل شيء.هل هو إعلام الحكومة أم إعلام الدولة السورية, خصوصا في المرحلة الحالية التي تشهد تطورات متسارعة في مجال تدفق المعلومات عبر العالم, وعدم مقدرة الإعلام السوري على مواكبة كل هذه المتغيرات بالسرعة الموازية .سؤال يستدعي عقد لقاءات أوسع وأشمل وأكثر تخصصا لتوضيح هوية إعلام يصفه خصومه بالإعلام "الرسمي" و"الحكومي", في محاولة منهم للتقليل من شأنه ومن دوره, كنقيض للإعلام الخاص "الحر". ثمة خيط ناعم ودقيق يفصل بين مفهوم إعلام الدولة, ومفهوم إعلام الحكومة.الحكومات تذهب وتعود, تتغير وتتعدل, لكن ما يبقى هو الدولة. وعندما أخذ الإعلام السوري موقف "نمر حقيقي" مدافعا عن وطنه حين كانت أركان حرب الإدارة الأمريكية السابقة تطلق أعنف التهديدات يوميا ضد سورية, كان الإعلام يدافع صفا واحدا عن الجمهورية العربية السورية, بجغرافيتها كأرض وشعب بكل مكوناتها الدينية والعرقية والتاريخية, يدافع عن علمها ونشيدها الوطني ونظامها السياسي وقائدها الرمز السيد الرئيس بشار الأسد, وليس قطعا عن حكوماتها التي تتغير بين وقت وآخر, مع تقديرنا واحترامنا لها جميعا.ولكي يبقى إعلامنا "نمرا حقيقيا" في كل الظروف, حسب تعبير السيد الوزير, لابد من تحصينه كرديف لمكونات الدولة السورية, وليس كتابع لحكوماتها المتعاقبة, واعتبار وزارة الإعلام مرجعه الإداري الوحيد, ليأخذ دوره الفعلي كسلطة رابعة, بالتساوي مع السلطات الثلاث الأخرى. حين ذاك فقط, سيكون من الصعب كثيرا على خصومه نعته بالرسمي, لأنه يشكل أحد مكونات الدولة السورية. | |
|