المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: نهاية الوهم السبت أغسطس 15, 2009 12:09 am | |
| أوراق ..نهاية الوهم
دمشق صحيفة تشرين ثقافة وفنون الأربعاء 12 آب 2009 سعيد هلال الشريفي كان لمشهد تداعي جدار برلين عام 1989 تحت ضربات معاول الألوف من الرجال والنساء الألمان في شطري المدينة, أثره على مجمل السنوات التي تلت لاحقاً, والتي تكللت بانتصار فكرة مقابل أخرى. تطرح دوائر البحث في الأوساط الفكرية الأوروبية, منذ انفجار الأزمة المالية صيف العام الماضي, الكثير من الأسئلة حول حقيقة ذلك الانتصار الهش الذي كشف, فضلاً عن ضعف حوامله الأيديولوجية التي كافحت لنصف قرن ضد المعسكر الآخر, كشف أيضاً عن ضحالة فلسفته المادية التي حولت الفرد إلى مجرد مستهلك نهم, وقارئ للوجبات الثقافية السريعة المفعمة بالصور الحسية الناطقة. إنسان تم تدجينه عبر عقود متتالية من الزمن لكي يتلقى بروح استسلامية كل ما تطرحه وسائل إعلامه الكبرى على أنها حقائق لا يرقى إليها الشك إطلاقاً. [size=9]لقد وضعت الأزمة الاقتصادية المجتمعات الغربية على مفترق طرق حبلى بالكثير من الأسئلة التي ليس لها إجابات في المدى المنظور. يتساءلون بجدية الآن: هل كانت الشيوعية حقا «بعبعاً» مخيفاً إلى ذلك الحد الذي كنا نخشاه طيلة نصف قرن؟ وهل الإسلام مخيف أيضاً ويشكل تهديداً جدياً للحضارة الغربية كما قيل ويقال, بحدة, منذ بداية الألفية الحالية. ثم ما هي حضارتنا الغربية تحديداً؟ هاهو أهم حامل لها «الاقتصاد» ينهار دون أن يكون لأي طرف خارجي يد فيما حصل. [size=9]كل الحضارات الإنسانية القديمة التي أفلت, شهدت خطاً بيانياً متشابهاً في صعودها وانحدارها, وأخذت شكلاً هندسياً لمثلث متساوي الأضلاع, تتعادل فيه سنوات الصعود مع سنوات الانحدار البطيء, إلا الحضارة الغربية الحديثة, التي استيقظت فجأة على هول كابوس مفاجئ, لا أحد يعرف متى ينتهي, وينتهي معه حلم بحياة تم التخطيط والتبشير لها بشكل مغاير تماماً لما يحصل الآن. [size=9]حلم السيطرة على العالم راود كل الحضارات البائدة, ولهذا لم تستمر. الإنسان قليلاً ما يستفيد من أخطاء غيره. [size=9]عندما أطلق الاسكندر المقدوني حملته العسكرية نحو الشرق, كانت المدن والممالك والأمصار تقع الواحدة تلو الأخرى أمام جبروت قوته. وعندما بلغت روما ذروة المثلث المتساوي الساقين في صعودها, كان ثمة مدينة عربية «قرطاجة»على شاطئ المتوسط تنهض, وتعد نفسها لمقارعة الإمبراطورية المنهكة. كان يكفي لروما خائن واحد في مجلس أعيان مملكة قرطاجة, كي يعمل على منع الإمدادات اللوجستية عن هانيبعل الذي حاصر روما طيلة ستة عشر عاماً, وكاد أن يدخلها منتصراً, ويطوي صفحة من تعسف وظلم واستغلال لإمبراطورية كان يمتد حكمها من شواطئ الأطلسي غرباً إلى السند شرقاً, مع إحكام سيطرتها على كل حوض المتوسط, ببلدانه وشعوبه. [size=9]أين الإمبراطوريات الرومانية والإغريقية والفارسية والبيزنطية والعثمانية. أضحت مجرد صفحات صفراء في كتب التاريخ. كلها بنت قلاعاً وأسواراً ومدناً محصنة بجدران شاهقة. لكنها اندثرت لأن غيرها نهضت لتحل مكانها. [size=9]عندما أصدرت الإمبراطورية البريطانية قرار وعد بلفور عام 1917, القاضي بمنح اليهود وطنا لهم فوق أرض فلسطين, كانت في ذروة المثلث, وعندما انهارت كإمبراطورية إبان الحرب العالمية الثانية, تأسس الكيان الصهيوني في فلسطين. وعندما بدأ الانهيار المالي والاقتصادي والأخلاقي ينخر جسم النظام الغربي برمته عام 2005, بدأ جدار الخوف ينهض في فلسطين, إيذاناً بالعد التنازلي لهذا الكيان المسخ, المقرون استمرار وجوده, أو زواله الذاتي بمدى قدرة الغرب على مواجهة الأزمة التي تعصف به الآن, والتي لن يخرج منها إلا بمعجزة إلهية, حسب رأي العديد من المفكرين الغربيين أنفسهم. [/size][/size][/size][/size][/size][/size] | |
|