تعمل وزارة ثقافتها كخلية نحل، منذ بداية العام الحالي لوضع الخطط والبرامج التي تمكنها بشكل سلس من استلام الشعلة من القدس الجريحة كعاصمة للثقافة العربية للعام المقبل 2010.
[size=9]وبتقديري فإننا سوف نشهد نقلة نوعية ومميزة طيلة العام المقبل، تجعل من الدوحة قبلة الأنظار، ليس على مستوى الوطن العربي فحسب، بل العالم أيضاً، نظرا لما تتمتع به هذه الدولة العربية الصغيرة في حجمها، من كوادر متخصصة في شتى الميادين المعرفية المعاصرة، ووسائل إعلام مرئية ومسموعة وورقية متوافقة مع أحدث تقنيات العصر، قادرة بالإمكانات الهائلة التي تتمتع بها محطة الجزيرة لوحدها، بقنواتها العربية والأجنبية، على وضع الدوحة فوق قمة الفعل الثقافي العربي المتفاعل مع محيطه طيلة أيام السنة المقبلة.
[size=9]هكذا بغفلة من الزمن، مرت احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية العام الماضي،وطويت صفحتها، وأعيدت الأموال الفائضة إلى الخزينة العامة، لعدم المقدرة على اجتراح قنوات إبداع لصرفها، وكأنها سحابة صيف عابرة، كان فيها «الكثير من الضجيج، والقليل من الطحن»، لأنها استبعدت من مجلسها الاستشاري كل الخبراء في علم الإدارة والترويج الثقافي وتنظيم المهرجانات والتظاهرات الثقافية، واكتفت بلفيف من الوجوه الثقافية المعروفة في مجالات الأدب، فكان الارتجال اليومي والأسبوعي يشكل محور عملها، فحصل ما نعرفه جميعاً.
[size=9]أليس من حقنا أن نسأل الآن، عما حصل للسفينة الفينيقية التي كلفت ملايين الليرات، وغابت في عباب البحر منذ شهر آب العام الماضي، دون أن يعرف أحد ماطبيعة المهمة التي أوكلت للفريق الذي كان على متنها. بل وماذا فعلوا من اجل دمشق عاصمة الثقافة العربية للعام 2008؟.
[size=9]هل يعقل أن تطلق سفينة بهذه القيمة التاريخية التي تحظى بها، دون أن يكون على متنها بعثة إعلامية ضخمة، تمثل كل وسائل الإعلام، لتنقل كل يوم، من كل ميناء تحط فيه، رسالة إعلامية مشوقة، تربط الناس بهذا الحدث الذي أطلقت السفينة من أجله في عباب البحر.
[size=9]كل ما نعرفه عن هذه السفينة أن إدارة الاحتفالية اكتفت بتدشين إطلاقها على الشاطئ، ولسان حالها يقول: سيري فعين الله ترعاك.
[size=9]أتمنى أن نقوم لمرة واحدة بمراجعة جدية لمثل هذه التظاهرات الثقافية التي نطلقها على مدار السنة، وتكلف الموازنة العامة للدولة مبالغ لا يستهان بها، ولكنها لا تحقق أي تقدم يذكر على صعيد الفعل الثقافي المأمول من هكذا مهرجانات واحتفاليات وغيرها.
[size=9]أتوقع أن تشكل احتفالية الدوحة العام المقبل، درسا للعواصم العربية الأخرى في فن استثمار مثل هذه التظاهرات الثقافية الكبرى، وكيفية نقلها إلى العالم أجمع، خصوصا في هذه المرحلة التي شهدت هجوما غير مسبوق على الثقافة العربية وتشويها لوجهها الحضاري الأصيل.
[size=9]كنت أتمنى أن تضطلع دمشق بهذه المهمة التاريخية التي تليق بها. ولكن مافائدة التمني. ثم أليست الدوحة عاصمة عربية نعتز بها أيضا. فلتقم هي بما عجزت عنه العواصم العربية الأخرى حتى الآن