المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: وليد اسعيد الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 8:13 am | |
| مصطفى علوش : وليد أسعيد صحيفةبلدنا- الثلاثاء 29 أيلول 2009
وحدها الحياة اليومية تكشفنا، تكشف كلَّ شيء فينا؛ من الابتسامة التي تأتي أحياناً محمَّلة بالأسى إلى الابتسامة المحمَّلة بالرضى.
لا يمكن أن أكتب عن هذا الإنسان فقط لأنه حالياً يلملم أوراقه ليبدأ حياته الصحفية خارج تشرين؛ أكتب عنه لأنه علمني، طوال سنوات، كيف أصبر، وكيف أتحمَّل الوجع.. علمني كيف يمكن أن تبقى إنساناً في أيّ ظرف وُضعت به، كما علمني أن يتعلم الإنسان من كل موقف يتعرَّض له.
حين يحضر كان المكان يتغيَّر؛ يضخّ من طاقته الإيجابية فوراً في النفوس المحيطة.
آه -يا أبا وائل- كم نحتاجك الآن؛ أحتاجك أخاً وأباً وصديقاً، أحتاجك لأشعر بأنَّ الدنيا ممتلئة بالصدق والمحبة.
بالأمس تقاعد حسن م. يوسف، وقبله وليد معماري.. وها أنت تهرب منا إلى حيث سنشتاق إليك دائماً.
لم أشعر في حضوره يوماً بأنني أمام رئيس دائرة يراقب مادتي أو زاويتي، كنت أشعر دائماً بأنني أمام صحفي يتقن قراءة اللحظة العامة التي نمرُّ بها.. لذلك كان يقول: هذه تمرّ، وهذه من الصعب أن تمرّ.. يقنعنا برأيه الودي. وليد أسعيد كبير في كل شيء، يرمي محيطه في المؤسسة بالورد النابع من الروح. لذلك يشعر الذين يعرفونه أنه صديق يُقال له كل شيء، وفي أيِّ وقت.
وليد أسعيد يتحدَّث فيبحث عن كلمات لا تخدش ولا تزعج، وحين يُساء له يصمت؛ يتحول إلى إسفنجة ليمتصَّ الإساءة.. وحين تقول له «مرحباً»، تشعر بأنَّ جوابه ممتلئ بالنبض.
كتب منذ سنوات شبرنغر يقول: «كم من الكلمات.. كم من الكلمات.. يجب أن يكون قد قالها إنسانان يفهم أحدهما الآخر. قد قالا حتى يبوح الصمت عن ذلك الذي لم تستطع كلماتهما قوله: ليس أقل.. ليس أكثر..» وليد أسعيد كيف يمكن أن ننسى خطواتك وهي تناقش الجدران لتعلمها معنى الوقوف، كيف يمكن أن تغيب لتترك وراءك كل هذه اللهفة إليك. (أبا وائل) سأنصت كل يوم لكلام الشجر لأتعلم كيف صبرت كل هذه السنوات. | |
|