المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: الحب والمال وأشياء أخرى الأربعاء سبتمبر 30, 2009 6:48 pm | |
| أوراق ..الحب والمال وأشياء أخرى
دمشق صحيفة تشرين ثقافة وفنون الأربعاء 30 أيلول 2009 سعيد هلال الشريفي لست أدري كيف ألقى محرك البحث على شاشة حاسوبي رابطا قادني إلى مذكرات ماير أمشيل روتشيلد, رغم أنني كنت بصدد البحث عن موضوع مختلف تماما.قلت في سري: لم لا. لنرى ما فيها.ماير روتشيلد الذي ولد في لندن عام 1743 وتوفي فيها عام 1812, هو نفسه الجد الأكبر للعائلة الشهيرة التي تحكم العالم ماليا منذ القرن التاسع عشر حتى الآن.يقول في معرض مذكراته: " أعطني حق الإشراف على صك العملة النقدية لأي دولة في العالم, لترى كم هو سهل علي تطويع قادة ومشرعي أنظمة وقوانين هذه الدولة".وقفت مطولا أمام هذه العبارات بالذات, مستبعدا الكثير من الحقائق الأخرى التي لاتقل أهمية عنها. ولضرورة تعميق البحث في هذا الاتجاه رحت أطارد الوثائق التي تتعلق بتطورات هذه العائلة تاريخيا, لتبدأ الخيوط تلتحم مع بعضها تباعا, مشكلة نسيجا شبه متكامل لإمبراطورية مالية مرعبة جدا, تحكم سيطرتها على النقد العالمي منذ عام 1913 خصوصا بعد أن تكللت جهود العائلة بنقل مركز أنشطتها من لندن إلى نيويورك قبل سنوات من ذلك التاريخ, ونجاحها في تأسيس بنك التحوط الفدرالي, في شهر كانون أول من ذلك العام, كمؤسسة خاصة, أعضاء مجلس إدارتها هم حصرا أحفاد العائلة وشركائهم من أحفاد عائلة روكفلر, دون أن يكون للحكومة الأمريكية أي مقعد في ذلك المجلس, الذي يتمتع بحق صك العملة الأمريكية والإشراف على تداولها عبر العالم .أمام هذه الحقائق المخيفة بدأت تتكشف خيوط لعبة عالمية تدار بإحكام منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914, التي أوهمت المؤرخين بأن الشرارة الأولى فيها كانت الرصاصة التي أطلقت من فوق جسر سراييفو, للتمويه على الأهداف المستترة للحرب, والتي كان من أبرزها إسقاط الإمبراطورية العثمانية, وبدء صعود نجم إمبراطورية امبريالية جديدة, تحمل مضامين العصر الحديث, الذي تكلل في أواخر القرن الماضي بإرساء دعائم العولمة وإحكام السيطرة على العالم برمته.هذا البعد الاقتصادي لأساس أزمات البشرية في عصرنا الحديث, هو الذي يجعلنا نفهم الآن كيف جرت التحولات الفكرية والأخلاقية والثقافية على مستوى العالم. وهذه الهيمنة التامة على الاقتصاد العالمي وثروته النقدية, بحكم ارتباط عملات العالم كلها وسلعه المنتجة بعملة عالمية واحدة, هي التي تفسر معنى اصطفاف الإعلام الغربي, رغم تنوع ثقافاته ولغاته القومية, كأوركسترا منتظمة في عزف نفس اللحن إزاء خصومه التقليديين, لأنه في واقع الأمر محكوم من قبل إدارة مالية عابرة للحدود والقارات ومتشابكة فيما بينها عبر شطري الأطلسي, ترسم له الخطوط الحمراء والخضراء, وتترك فيما بينها هوامش ضيقة " لحرية التعبير" كديكور لابد منه في كل مطبوعة, ليكتب فيها نذر يسير ممن يمتلكون حسا إنسانيا, آراء مخالفة للمعزوفة العالمية, تمنح هذه المطبوعات مصداقية أمام قرائها, وتسهم في تجميل وجه وسائل الإعلام هذه, أكثر مما تخدم القضايا الإنسانية التي تتصدى لها.عندما كانت الحمم الحارقة تنهمر على غزة من الجو والبر والبحر في آن واحد, تقتل الأطفال والنساء العزل, في كل مكان, كان الإعلام الغربي برمته منهمك بعرض المقابلات مع بعض العائلات المفجوعة في المستوطنات الصهيونية التي طالتها بضعة صواريخ بدائية تمكنت المقاومة الفلسطينية من إطلاقها في أوقات متباعدة, مشيرة إلى حجم الدمار الهائل الذي يحدثه " الإرهاب الفلسطيني" في نفوس هؤلاء الناس "المتحضرين والمسالمين".!!هكذا عبر الإعلام الغربي " الحر" عن قيمه الأخلاقية والإنسانية في نقله لوقائع أبشع مجزرة إنسانية عرفها التاريخ. ولولا قناة الجزيرة الانكليزية التي كانت تبث على مدار الساعة وقائع ماجرى في غزة إلى العالم, لكانت معزوفته ( في حق إسرائيل بالدفاع عن مواطنيها الأبرياء, المسالمين, بكل الوسائل المتاحة ضد الإرهاب الفلسطيني), هي الراسخة في أذهان الناس على مستوى الرأي العام العالمي. من ثمار الأوراق:الحب هو القيمة المطلقة والنهائية لمعنى الوجود. أما الحياة فهي شأن نسبي ومحدود. من هذه النقطة تنكشف كل أسرار وتمزقات البشرية العميقة, عندما يهجر الحب قلوبها, تصبح خرابا خاويا, لأن الحياة ببساطة, أصغر بكثير من أن تستوعب الحب. (فيكتور هيجو في كتابه: أنا والحب والمرأة). | |
|