المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: Merci Monsieur الأربعاء أكتوبر 28, 2009 2:25 am | |
| «ميرسي موسيو»!
دمشق صحيفة تشرين ثقافة وفنون الثلاثاء 27 تشرين الأول 2009 عصام درويش ذكرني مرور لوحاتي من خلال أجهزة التفتيش في مطار باريس ولحظات القلق التي رافقته بوضع الفنانين التشكيليين العرب. في مواجهة الأجهزة الجمركية العربية وفي التعامل معها حين يقيمون معارضهم في البلدان الشقيقة، وهي للحق مقارنة مؤلمة بكل تفاصيلها. [size=9]فرغم كل الصور الوردية التي ترسم للرغبات الحكومية المتبادلة في تسهيل انتقال الأنشطة الثقافية بين البلدان العربية يصطدم المثقفون العرب والفنانون التشكيليون منهم خصوصاً بالأساليب الجمركية الأشد قسوة والأكثر إيلاما، ناهيك عن حالات عدم التمييز المثيرة للأسى والكاريكاتيرية أحياناً والتي تضع اللحوم والخضار والأعمال الفنية في سلة واحدة. [size=9]وقد تعاملت شخصيا كما تعامل الكثيرون من التشكيليين السوريين وخلال عقود مع عدة منافذ حدودية عربية خصوصاً تلك الملاصقة لنا بحكم القرب الجغرافي والصلات التشكيلية المتبادلة والحرص الأخوي على المصالح المشتركة ولم يحدث يوماً أن كان مرورنا شفافاً ومفعما بالترحيب وشبيهاً بالصورة الجميلة لأحلام الطفولة وأغانيها السعيدة، بل كنا نلمس دائماً ذلك الانفصام الأبدي بين الكياسة واللطف والكلام الودود الذي نسمعه من الرسميين العرب وأجهزة الإعلام العربية حول ضرورة وأهمية وبداهة تسهيل الانتقال الثقافي وبين الواقع المعاكس على الأرض. [size=9]والحقيقة أنني لاأعلم تماما فيما إذا كانت هناك فعلا قوانين جمركية خاصة بالانتقال الثقافي أم لا، ولكنني أعلم أنه في نهاية الأمر كانت الأعمال الفنية تمر بهذه الطريقة أو تلك ولكن بعد الكثير الكثير من المماطلة والانتظار واللعب بالأعصاب والقلق الناتج عن عدم التأكد من قيام المعرض في موعده مع مايعنيه ذلك من مشكلات تتعلق بالدعوات المرسلة للناس ووسائل الإعلام وكل التحضيرات المرافقة الأخرى. [size=9]وفي كل مرة وفي كل لقاء مع أجهزة الجمارك العربية نقول إنه ربما تعدل الوضع وأعطيت تعليمات جديدة نظراً للتطور الحاصل في نظرة الناس عموماً للفن التشكيلي وما يتطلبه ذلك من تطوير لآليات التعامل الحكومية في التعامل معه، ولكن نفاجأ في كل مرة بأن الأساليب القديمة مازالت تحكم هذا التعامل ونرى كما جرى مع أحد الفنانين السوريين في بداية شهر تشرين الأول الجاري أعمالاً فنيةً تنام على الحدود ليلتين كاملتين وتعامل مثل البضائع المهربة أو الممنوعات ولاتمر إلا بعد اتصالات مكثفة استثيرت فيها حميات، وخوطبت مشاعر وبوست ذقون وجرى إثبات حسن النوايا والأغراض. [size=9]نحن لاندعو هنا بالطبع إلى إغفال الفوائد والعوائد التي تجنيها الدول العربية من خلال حركة التبادل التجاري بينها ولكننا ندعو ألا تكون الثقافة، وهي رابط حساس وأساسي في عملية الحفاظ على البنية التحتية لوعي الوجود المشترك على المدى الاستراتيجي، جزءاً من العقلية الاقتصادية (الدكنجية) وألا يسال لعاب الأجهزة الجمركية العربية عند مشاهدة المنتجات الثقافية تمر من بلد عربي لآخر وتبدأ بالتفكير في أنسب الأماكن لعرضها. [size=9]في باريس، مررت ولوحاتي دون أدنى ملاحظة أو إزعاج، وعند الحاجز النهائي قبل الخروج من المطار نظر إلي آخر شرطي فرنسي نظرة حيادية مواربة متمعناً فيما أحمل ورفع يده بحركة تسهيل للمرور قائلاً (بونجور) فأجبته بعربية فصيحة (ميرسي موسيو). [/size][/size][/size][/size][/size][/size] | |
|