عندما هب الألمان بمعاولهم عام 1989 لتحطيم جدار برلين وبدأت تلوح من وراء الصور المتدفقة التي تناقلتها وسائل الإعلام آنذاك مع كل قطعة اسمنت تتفتت وتهوي أرضا, علت في الغرب نفسه أصوات حكيمة في بعض الصحف تنذر بالأسوأ وتحذر من أهوال ماستحمله الأيام والسنوات القادمة من فوضى وحروب مدمرة.
[size=9]وعندما أفرزت الانتخابات الأمريكية في بداية الألفية الحالية عن فوز جورج بوش بقرار تم طبخه في ردهات المحكمة الدستورية العليا لإزاحة منافسه آلغور, برز صوت والدة الرئيس المنتخب لمرة واحدة لم يسمع لها كلمة فيما بعد, عبر تصريح لصحيفة نيويورك تايمز قالت فيه فور تلقيها نبأ فوز ابنها: (ياللهول.. إنه أغبى أولادي. الويل للعالم من هذا الأحمق).
[size=9]في كل الحروب التي عشنا ويلاتها مع مرحلة هذا العنصري المتشدد, كان ثمة جيش آخر في الظل يرافق حملاته المجنونة, إنه الإعلام الذي تمكن بفضل هيمنته الشمولية على صنع الخبر ونشره عبر العالم, من حرف أنظار الشعوب عن حقيقة ما يحصل من أهوال في البلدان التي اجتاحتها تلك الجيوش, إلى أن ظهرت فضيحة سجن أبو غريب, التي تعذر عليه تطويقها ووأدها في المكان كما حصل للسجون الطائرة والمخابئ السرية في بعض البلدان الأوروبية الفقيرة التي استأجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية, وزجت فيها آلاف العرب والمسلمين, ولم يعرف مصير معظمهم حتى الآن.
[size=9]الآن, تنفجر عبر هذا الإعلام قصة أكثر هولا من فضيحة أبو غريب, لأنها لا تعني بلدا بعينه, بل تشمل البشرية برمتها. لقد كشفت التحقيقات الأولية التي أجراها البرلمان الأوروبي استجابة لطلب من البرلمان الروسي, عن كذبة عالمية كبرى, اسمها أنفلونزا الخنازير, أو ما أطلق عليه اسم H1N1, والتي ليست أكثر من فيروس وهمي تم اختراعه من قبل البروفسور الهولندي ألبرت أوسترهاوس, الذي يملك أهم مختبر عالمي لصنع اللقاحات المتعلقة بالحمات الراشحة, لكنه في الوقت نفسه يعمل كرئيس لفريق المستشارين في منظمة الصحة العالمية. وهنا بيت القصيد.
[size=9]فبحسب مجلة دير شبيغل الألمانية التي أجرت التحقيق الصحفي والمقابلات مع أهم الشخصيات العلمية (النظيفة) العاملة في هذا المجال من الأمراض, كالبروفسور توم جيفرسون الذي استهل حديثه بتوجيه أصابع الاتهام بقوة إلى الفساد المعشش في ردهات منظمة الصحة العالمية التي كانت وما زالت تستجيب لطلبات مافيا شركات تصنيع اللقاحات والأدوية المضادة لهذه الفيروسات دائما, معلنة عن جائحة تهدد البشرية, بهدف إلزام جميع الدول الأعضاء المنتمين للأمم المتحدة (192 دولة) بشراء اللقاحات من جهة, والأدوية المضادة للفيروسات من جهة أخرى, والتي تحقق في كل مرة أرباحا لهذه الشركات العالمية لا تقل عن عشرة مليارات من الدولارات.
[size=9]تساءل البروفسور جيفرسون في معرض حديثه المطول في دير شبيغل: ماذا حصل لجائحة أنفلونزا الطيور التي كانت تحمل الرمز H5N1 والتي روج لها الإعلام بنفس الطريقة الآن؟ هل قضي على تلك الجائحة, ولم تعد الطيور المسكينة التي اندفع الفقراء في جميع أنحاء العالم لإعدام مخزونهم منها وحرمانهم من عائداتها. ألم تعد تنقل العدوى للإنسان, أم أن وراء الأكمة ماوراءها؟
[size=9]لقد اعترف البروفسور أوسترهاوس بكل جرائمه بحق البشرية والتي قام بها لحساب شركات صنع الأدوية العالمية منذ عام 1997, حتى إقناع أو تضليل منظمة الصحة العالمية بخطورة الحمات الراشحة بغية إعلانها جائحة عالمية من الدرجة القصوى, تنفيذا لرغبات مافيا صناعة اللقاحات والأدوية.
[size=9]ماكان لكل هذا أن يجري لولا عولمة الإعلام الذي أصبح رافعة للشركات العالمية, يسوق لها ماتشاء. فهل سنبقى في منطقتنا العربية نتلقى كل مايبثه هذا الإعلام الرأسمالي المتوحش بشكل سلبي, دون أن يكون لنا إعلامنا الذي نصنعه بأيدينا ونسوقه للعالم عبر رؤيتنا الحضارية والإنسانية, لما يجب أن يكون عليه إعلام الشعوب الحرة.
[size=9]