المدير المدير
عدد الرسائل : 205 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/10/2008
| موضوع: اليوم ماقبل الأخير الأربعاء ديسمبر 30, 2009 11:44 pm | |
| أوراق ..اليوم ماقبل الأخير
دمشق صحيفة تشرين ثقافة وفنون الأربعاء 30 كانون الأول 2009 سعيد هلال الشريفي في مثل هذه الأيام الأخيرة المتبقية من السنة, كان علينا, كل أفراد الأسرة أن ننهمك في جمع بقايا الأوراق الصفراء التي سقطت من شجرة المشمش الوحيدة في المنزل, ومعها أيام من العمر مضت بلا أثر غير ذكريات سوف تضاف إلى سنين خلت, كانت مفعمة بكل أطياف الحياة, بحلوها ومرها, بالإحباطات والانتكاسات، لكن أيضا, بالأمل الذي لايفارق مخيلتك أبداً, بأن الأيام القادمة لابد أن تكون أجمل. عام مضى, أقل ما يقال فيه إنه كان الأسوأ بكل المقاييس, البيئية والاقتصادية والمادية والروحية والإنسانية. عام كان الأكثر عنفاً على الصعيد العالمي, وفي منطقتنا العربية بشكل خاص. عام أرادت حكومة الظل العالمية أن تثبت في أيامه الأخيرة أن لا أمل يرتجى من الرهان على عامل الزمن, وأنها قادرة خلال السنوات المقبلة على ترويعنا بمزيد من القتل, وبمزيد من الحروب العبثية, وبمزيد من انعدام أفق الأمل بحياة آمنة. [size=9]كل وسائل الإعلام الأطلسية منشغلة الآن, على صدر صفحاتها الأولى, وفي مقدمة برامجها الإخبارية, بإعادة تسويق معزوفة الخطر الجديد القديم الذي يشكله «الإرهاب الإسلامي» على الحضارة المدنية الغربية إثر المسرحية الهزلية التي تم إخراجها في مطبخ استخباراتهم, من خلال قيام شاب نيجيري بمحاولة تفجير إحدى طائراتهم المدنية, بهدف إشاعة الرعب من جديد في نفوس شعوبهم أولاً, ووضع شعوب منطقتنا أمام جدار جديد من اليأس والإحباط, والتهديد بالانتقام وإشعال حروب جديدة في أكثر من مكان. [size=9]كانت أيضاً الأيام الأخيرة من عام 2008, الأكثر بشاعة وعنفاً ودموية مما عشناه حتى الآن, عندما أشعلوا فضاء غزة بالفوسفور وأحرقوا أرضها بآلاف الأطنان من القنابل المحرمة دولياً. فكيف هو الحال بعامنا الذي نودع أيامه الأخيرة الآن؟ [size=9]أليست الأزمة المالية العالمية أحد أكثر أوجه العنف بشاعة, بحق شعوب العالم أجمع, وبشكل خاص, الشعب العربي الذي فقد كتلة ضخمة من ثرواته في أسواق «الحرامية», تقدر بأكثر من تريليون دولار, تكفي لقلب وجه المنطقة العربية تحضراً لو كانت مستثمرة فيها عبر مشروعات إنتاجية؟ [size=9]في حوار له مدلولاته العميقة جرى بتاريخ 23 أيار 2007 بين جيمس غارانت, عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي, ولورانس سومرز الذي يشغل حاليا منصب المستشار الاقتصادي الخاص للرئيس باراك أوباما, قال فيه الأخير«إن أهم الدعائم التي يرتكز عليها الدولار هي ثقة الناس به حول العالم. نحن نطبع منذ عام 1973, وفي بداية كل عام جديد, أوراقاً نقدية بقيمة 850 مليار دولار من دون أن نضطر لوضع أي مقابل لها من الذهب في الخزينة العامة. هل بوسع أحد في العالم أن يقول لنا إنه لم يسمع بهذا الأمر من قبل؟».! [size=9]هذا أقصى ما يمكن أن يتخيله المرء من عنف يمارس على البشرية جمعاء منذ ذلك التاريخ حتى الآن, وأقصى ما يمكن تخيله من خنوع عالمي باستمرار منح الثقة لورقة نقدية, ليس فقط لكونها «خلبية» ولا تساوي الحبر الأخضر الذي طبعت به, بعد أن انهار الاقتصاد الفعلي الذي كان يحميها ظاهرياً, بل لكونها أيضا أداة في قتلنا وترويعنا, وجعلنا نلم الأوراق الصفراء المتساقطة من أشجار حدائقنا في نهاية كل عام, تماما كما نراكم أيام العمر أمام جدران من اليأس والإحباط. [size=9]لكن لا. [size=9]لست أدري كيف ولماذا يسكنني يقين بأن الأيام والأسابيع والشهور القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت, وأن المسألة برمتها متعلقة بمن يصرخ متألماً من عض إصبعه قبل الآخر. [size=9]«ولاتهنوا في ابتغاء القوم. إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيماً». [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size] | |
|