قبل أيام ثلاثة من نهاية العام الذي ودعنا، توصل البرلمان الأوروبي إلى الإحاطة بكل عناصر الملف المتعلق بأضخم وأخطر عملية فساد مالي وأخلاقي عالمي، اعتبرها الدكتور فولفغانغ وودارغ، رئيس لجنة الصحة الأوروبية في البرلمان، فضيحة العصر نظرا لما تشكله من خطر على استمرار حياة العنصر البشري بشكل سليم ومعافى.
[size=9]كشف البروفسور فولغانغ في كلمته عن (مثلث ذهبي) عالمي خطير جدا بفساده الأخلاقي، تتمثل أضلاعه الثلاثة بكل من منظمة الصحة العالمية، ومراكز البحوث العلمية الأوروبية والأمريكية المتخصصة بالفيروسات والأوبئة، وبعض شركات تصنيع العقاقير الدوائية واللقاحات المضادة للفيروسات المكتشفة.
[size=9]هذا «المثلث الذهبي» يعمل بتناغم وتعاضد غير مسبوقين منذ عام 2005 (العام الذي أعلن فيه عن جائحة أنفلونزا الطيور حسب تقرير البروفسور وودارغ) على تطوير لقاحات مشكوك في سلامتها لاحتوائها على عناصر مريبة لاعلاقة لها بالتصدي لأمراض الأنفلونزا بقدر ما تحمل من أعراض جانبية ذات تأثير خطير على صحة الحوامل والأطفال والشيوخ.
[size=9]نكتفي بهذا القدر من المعلومات الخطيرة التي تضمنها التقرير الأولي لرئيس لجنة الصحة في البرلمان الأوروبي، منتظرين نتائج التحقيق التي سوف تصدر عن اللجنة المشكلة لهذا الغرض قبل شهر آذار المقبل، لنكتشف حجم المؤامرة العالمية التي كانت ولا تزال محدقة بالبشرية جراء هذه الحرب الجرثومية الشاملة، وكأن اجتياحاتهم العسكرية بجيوشهم الجرارة إلى منطقتنا لم تحقق الأهداف المرجوة منها، ولم تتمكن من قتل وتشريد إلا بضعة ملايين من العراقيين والأفغان والباكستانيين، واللبنانيين والفلسطينيين.
[size=9]ثمة من يثق حتى الآن في وطننا العربي، رغم كل الكوارث التي كشفت الوجه القبيح للمشروع الكولونيالي الجديد لمنطقتنا، بمصداقية المؤسسات العلمية الغربية، ويرى في شركاته الصناعية أنموذجا للتقدم العلمي، وفي منظمات حقوق الإنسان التي يرعاها واجهة حضارية له، بشكل لايخلو من الانبهار لدى البعض بما يتبع ذلك التقدم العلمي والنشاط الإنساني من إعجاب شديد بفنونه وثقافته ولغته ونمط حياة شعوبه.
[size=9]صحيح أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بكل البلدان المتقدمة قد أضعفت عنفوان المشروع الكولونيالي الصهيوني العنيف، لكن الصحيح أكثر أننا لم نقتنص الفرصة الذهبية المتاحة أمامنا لعقد قادم في التخلص من تلك التبعية العلمية والتكنولوجية والثقافية لهذا الغرب المتصهين، باكتفائنا الذاتي أولا، وإعادة إنتاج ثقافتنا وتراثنا العريق بلغتنا ثانياً.
[size=9]إذا كنا لانملك المقدرة الكافية على مواجهة المشروع الثقافي العنيف الذي يجتاح العالم عبر احتكار الغرب الكامل لصناعة الخبر الاعلامي وتسويقه، فبوسعنا أن لا نساعده على أنفسنا، وذلك أضعف الإيمان.
[size=9]