تعالوا نكتشف معاً سذاجة هذا الإعلام الأطلسي الذي قبل لنفسه صاغراً أن يكون مجرد أداة رخيصة في يد أصحاب تلك الشركات التي تديره وتوجهه ليلعب دور المهرج على الساحة العالمية وأمام الرأي العام الذي يخصه.
[size=9]بعد أيام لن تطول كثيرا سنكتشف معاً بأن الحديث عن محاولة تفجير الطائرة الأمريكية في مطار ديترويت قد أضحى خبراً منسياً, ليحل مكانه وعلى صدر صفحات صحفه ومجلاته الكبرى وفضائياته العابرة للقارات, قضية جديدة أكثر سخونة يتم طبخ عناصرها منذ أيام لتكون قضية الشهر.
[size=9]لكن قبل أن نتعرف عليها, لابد من العودة قليلا إلى ملابسات قضية محاولة تفجير الطائرة التي انتهت بتأدية الغرض المرجو منها, وهو توسيع رقعة الحرب الأمريكية على ما يسمونه بالإرهاب لتشمل بلداً عربياً إضافياً وهو اليمن.
[size=9]تروي صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية الصادرة يوم الأحد الماضي شهادة رجل أمريكي كان على متن الطائرة في الرحلة التي جمعته مع الشاب النيجيري والتي أكد فيها أنه كان يلعب الورق مع زوجته بالقرب من كونتوار، الركاب في مطار أمستردام ذلك اليوم بانتظار إقلاع الطائرة عندما تقدم رجل هندي يبلغ الخمسين من عمره, أنيق المظهر, طالباً من عنصر الأمن السماح للشاب النيجيري بالصعود على متن الطائرة المتجهة إلى ديترويت لأنه لايحمل جواز سفر.
[size=9]ويضيف: سمعت عنصر الأمن يجيبه قائلاً: لايمكن لكائن من كان الصعود إلى الطائرة من دون جواز سفر لايحمل تأشيرة دخول نظامية إلى الولايات المتحدة. لكن الرجل الهندي أصر على موقفه بعناد شديد مضيفاً لعنصر الأمن قبول هذه الحالة الخاصة لأنه قادم من السودان, الذي لايمنح جوازات سفر كما هو معروف، حينها, يؤكد الرجل الأمريكي الذي أدلى بشهادته للصحيفة الفرنسية, أجاب عنصر الأمن الرجل الهندي بالقول: يجب أن أستشير رئيس أمن المطار بهذا الشأن.
[size=9]عاد عنصر الأمن بعد دقائق من مكتب معلمه, مشيرا للشاب بإمكانية الصعود إلى الطائرة.
[size=9]هنا تنتهي الحكاية, وقبل أن نبدأ بسيل من الأسئلة لابد من الإشارة إلى فضيحة كشفت عنها الصحيفة الفرنسية في مقالها المذكور تؤكد فيها أن الشركة الأمنية المسؤولة عن أمطار أمستردام هي فرع لشركة ICTS مقرها في إسرائيل.
[size=9]من هو هذا الرجل الهندي الأنيق. وهل أعطى عنصر الأمن في المطار كلمة سر في حديثه جعلته ينقل المعلومة إلى رئيسه المباشر الذي سمح للشاب النيجيري أن يصعد على متن الطائرة من دون جواز سفر, ولا حتى تأشيرة دخول؟
[size=9]لكن السؤال الأكثر إلحاحا: كيف خرج علينا الإعلام الأمريكي فور توقف عجلات الطائرة في مطار ديترويت بهذا الفيض من المعلومات التفصيلية عن حياة هذا الشاب الذي لم يكن اسمه واردا على سجل ركاب الطائرة (المانيفست), لكونه لم يكن يحمل جواز سفر أصلا.
[size=9]هل اسمه فعلا «عمر الفاروق عبد المطلب»؟
[size=9]هل في نيجيريا أسماء عربية بهذا البعد العربي القريشي؟
[size=9]ثم ألا يجدر بهذا «الإعلام الحر» أن يحترم قراءه ومشاهديه ومستمعيه, فيعمد حتى بعد مضي أيام على توقيف هذا الشاب إلى إجراء لقاء معه, ينقله من عالم الافتراض إلى الحقيقة الملموسة؟ أم أن مقتضيات الطبخة الاستخباراتية الموسادية تقتضي التكتم على بطل المسرحية وإعادته إلى قاعدته العسكرية التي انطلق منها في تل أبيب سالما. أي إلى شركة ICTS الأمنية التي تستخدمه؟.
[size=9]فعلى من يضحكون؟