هذا مامنع نشره في صحيفتنا تشرين

هذا ما منع نشره في صحيفة تشرين .................. بقلم: سعيد هلال الشريفي

شارك |

يبدو أن المقال السابق قد اخذ بعض القراء باتجاه تفاصيل شخصية, تتعلق بقضية منعي المبطنة من الكتابة, فضاع النقاش الذي يفترض أن يفتح من أوسع أبوابه هنا حول القضية الأساسية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه, أي منع كل الكتابات الملتزمة بقضايا والتي تحذر من خطورة المشاريع الثقافية الجهنمية التي تتعرض لها منطقتنا العربية, وخصوصا سورية, بوصفها دولة ممانعة لهذه المشاريع, وحاضنة للمقاومة.
هذه المقالة التي وعدناكم بنشرها هنا, كان يفترض أن تظهر في زاوية "أوراق" الأربعاء الماضي, لكن رئيسة التحرير رفضتها, ولم تعلل سبب رفضها إلا في إجتماعها الرسمي مع محرري القسم الثقافي, المشار إليه في المقال السابق بقولها: " هذا الصنف من المقالات التي تنتمي إلى تكتلات معروفة, لن يكون لها أي مكان في تشرين بعد الآن.
أترك للقراء الحكم ببصيرتهم, وضمائرهم الحية للتعليق وإبداء الرأي.

الحياة هي أنت
سعيد هلال الشريفي
الكتاب "الملتمسون", هو التعبير المهذب لجوقة مأجورة من كتاب الأعمدة, وكبار محرري التحقيقات, ومسؤولي الصفحات السياسية والثقافية, في الصحف والمجلات الكبرى في أوروبا, الذين يتم اختيارهم بعناية من قبل مؤسسة " ظلية" تعمل تحت يافطة جمعية أهلية, ثقافية أو بحثية, مرخصة أصولا في كل عاصمة أوروبية.

Stay-behind هي المنظمة, التي ترعى في الظل هذه الجمعيات الثقافية الأهلية, وتمدها بالتبرعات الهائلة سنويا, لتقوم بدورها بصرف مكافآت الكتاب والصحفيين "الملتمسين", وفق الأصول القانونية المرعية في كل بلد أوروبي.

قد لايتسع المقام هنا لعرض تاريخ هذه المنظمة الأخطبوطية الرهيبة, التي تأسست عقب الحرب العالمية الثانية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية, واتخذت لها مقرا دائما ضمن قيادة حلف شمال الأطلسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل, لتكون خط الدفاع الثقافي الأخير ضد المد الشيوعي عبر العالم, طيلة مرحلة الحرب الباردة, ليعود النشاط على مهامها مجددا بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001, مستبدلة المد الشيوعي, بخطر "الإرهاب الإسلامي".

منظمة stay-behind ليست حكرا على أوروبا لوحدها. لها أذرع أخطبوطية في معظم أنحاء العالم. تطول أو تنكمش, تبعا لمدى خضوع كل بلد للسياسات والاملاءات الأطلسية.

نشر تيري ميسان الصحفي الفرنسي اليساري, المناهض للعولمة على موقعه فولتيرنت, عام 2006, قائمة تضم ثمانمائة كاتب وصحفي عربي يتقاضون رواتب شهرية تتراوح بين 500 -5000 دولارا, من السفارة الأمريكية في بيروت, تبعا لمكانة كل واحد, لقاء جهودهم الحثيثة في الترويج للسياسات الأمريكية الناعمة ونشر الفكر الطائفي, والتركيز على الدراسات النقدية الأدبية التي تسلط الأضواء على الأعمال الأدبية التي ينتجها الكتاب العرب الذين يتناولون قضايا الجسد والشذوذ والمثلية وكل ما من شأنه تكريس قيم جمالية ومعايير إبداعية حداثية وما بعد حداثية من شأنها تنمية ذائقة أخرى تعنى بقضايا الفرد والمرأة عبر تحطيم كل "تابو" يقف حائلا دون انعتاق الشباب العربي المسلم خصوصا في خوض أولى تجارب الجسد من خارج مؤسسة الزواج الرصينة, كتشجيع النقاشات على شاشات التلفزة والمقالات الصحفية على مسائل موازية , كزواج المسيار, والزواج السياحي, والمساكنة, بهدف ترسيخ هذه المفاهيم كقيم مجتمعية جديدة, تفرضها ضرورات العصر والانفتاح على العالم..
يعتقد ميسان في دراسته أن المشروع الشيطاني الصهيوأمريكي الذي تلقى ضربات موجعة على يد المقاومة في متاهات جبال تورا بورا الأفغانية وفي العراق ولبنان, يهيئ إلى إعادة احتواء المنطقة, رغم الممانعة الشديدة التي يواجهها, عن طريق السياسة الناعمة, باستخدام وسائل الإعلام المحلية ودعم صحفيين وكتاب خصوصا في سورية ولبنان والأردن, ممن يبدون ليونة إزاء الثقافة الغربية, بهدف تشجيعهم على طرح هذه المسائل عبر نتاجاتهم الصحفية والأدبية المختلفة. كل ذلك, حسب ما استنتج ميسان, بهدف صرف أنظار الأجيال العربية الشابة عن التطلع إلى المقاومات العربية الممانعة, كمثل أعلى يحتذى, وجذب انتباههم إلى كل ما من شأنه أن ينمي روح الاستهلاك واللهث وراء الأضواء والموضة وتكريس النزعة الفردية الباحثة عن لذة ما, في مجال ما.
هل هي مجرد مصادفة بريئة بروز ظاهرة قراءة الأبراج والتنبؤ بالمستقبل بشكل مكثف منذ إخفاق مشروع الشرق الأوسط الكبير صيف عام 2006 على يد المقاومة اللبنانية الباسلة, على معظم الفضائيات والإذاعات وفي الصحف العربية كل صباح؟
أسئلة كثيرة لابد من طرحها من أوسع الأبواب وسط هذا القصف الثقافي العنيف الذي تتعرض له أجيالنا الشابة, والذي يقدم لهم تحت قبعة الحداثة والتطلع نحو الأمام, وفق مقولة: ما شأنك والأمة.. تطلع إلى الأمام بمفردك..الحياة هي أنت
لمزيد من التفاصيل راجع الرابط التالي
http://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=2050.

» منعت من الكتابة في تشرين
» لماذا اتفقت تشرين مع كيكا