الكاتب الكبير عادل أبو شنب يحذر من غزو أدب الشذوذ

أدب الشذوذ يغزونا

دمشق
صحيفة تشرين
آفاق
الاربعاء 19 تشرين الثاني 2008
عادل أبو شنب
ـ 1 ـ حتى لا يقال إنني أشهر بهم وبهن، وحتى لا يقال أيضا إنني أطوع قلمي ليكون بوقاً «لأدبهم» أو «لأدبهن» لن أذكر اسم أي منهم أو منهن، وهم كثروا في الآونة الأخيرة وتكاثروا مما شكل ظاهرة لافتة.

[color:6db5=#000000]

حسبي ذكر ما اقترفوه بحق الخلق الذين توجهوا إليهم ليطالعوهم ويقرؤوا ما جادت به قرائحهم.. من أفكار وقصص وروايات هي غريبة على مجتمعنا، أقرب ما تكون الى المجتمعات الغربية التي تمجد الشذوذ بخاصة، وتحل الشاذين محلاً لائقاً في المجتمع، وتشرع لهم الشرائع وتسن لهم القوانين، كي يصبحوا كالناس الطبيعيين. وتعمل جهدها ليتاح لهم الإنضمام الى التجمعات الإنسانية، والاعتراف بهم جزءاً فاعلاً فيها. وقد أحسن الظن بهؤلاء الأدباء والأديبات العرب، فأقول ان الموضوع الشاذ قد أعجبهم فكتبوا عما سمعوه وعما رأوه، لكن الظاهرة تلفت النظر عندما نجد هذا النوع «الشاذ» من الأدب قد انتشر بشكل مخز في مجتمعنا وان دور النشر الموجودة في عواصم غربية تنشره بتشجيع ملحوظ، وبإغراء مادي يدفع الأديب الى الرغبة في التكسب من هذا النوع المحرم الذي تمتنع دور النشر والرقابة العربية الرصينة عن نشره والسماح بنشره! ‏

[size=9]ـ 2 ـ ‏

[size=9]تهيأ لي في الآونة الأخيرة ان أقرأ أربع روايات لكاتب مصري وآخر سوري، ولكاتبتين سوريتين، والروايات الأربع تنغمس في هذا النوع من الأدب. رواية واحدة وهي للمصري، تمر بالشذوذ الجنسي الذكوري مروراً متوازناً في نص الرواية، مع أشخاصها الكثر، إنهما شخصان شاذان في السياق الروائي الذي يصور انهيار مجتمع وانبعاث مجتمع آخر، والشذوذ هنا حالة مرتبطة بانهيار ذلك المجتمع، وهو مبرر الى حد ما ومقبول، لأنه ليس كل الرواية على الرغم من الوصف الحار الذي يصف به الكاتب الشاذين ورموزهم وأماكن تواجدهم وإشاراتهم السرية التي لا يفهمها إلا من كان واحداً منهم، يتناول الشذوذ الذكوري تناولاً منتظماً. وقد أكون متسامحاً فأقول إن مشهداً شاذاً في هذا السياق يضيء الرواية ويخلق بعداً أراده المؤلف ليعطي نماذج مختلفة من الشخصيات التي تلعب أدواراً في الرواية. لكنني لن أستطيع ان أتسامح مع الكاتبة التي جعلت السحاق موضوعاً خالصاً لروايتها، حتى لو كان يتم بين امرأة من الطبقة الغنية المترفة، وخادمتها ذات المنبت الفقير على الرغم من تصوير ذلك من ناقد في صحيفة تصدر في لندن بأنه صدى صراع طبقي!! ‏

[size=9]إنه موضوع يذكر بمجتمع انفصلت فيه الأنوثة عن الذكورة انفصالاً حاداً، يوم كان تعبير «بنات العشرة» يجسد حب النساء للنساء، وهو عالم لم نعد نلمسه في مجتمعنا الذي غدا فيه الاختلاط مشكلة أكثر مما هو حل، فخرجنا من تحت السقف الى تحت المزراب. ‏

[size=9]ـ 3 ـ ‏

[size=9]أما الرواية الثالثة التي كتبتها كاتبة سورية مقيمة في باريس، فأعتذر عن ذكر أي مشهد فيها لانحطاط مشاهدها، وذكر الأشياء بأسمائها فيها، إنها رواية لا تتوخى الشذوذ في مشاهدها، فهي بلسان امرأة تروي عن جوعها الجنسي وهيامها بالرجل وعلاقتها به بكل صراحة، بما في ذلك انفراج الساقين واستقبال ما تسميه المتعة، لكنها تسبق كتاب الشذوذ الأنثوي أو الذكوري في تجسيد الإثارة بالوصف الذي يخدش الحياء ويكسر جلال الجنس النظيف الشرعي. أما الكاتب الرابع فلكاتب سوري و«ميت صباح صبحه» لأنه يروي قصة رجل عجوز يمارس الجنس مع صبية صغيرة جداً وعلى تعقيد موضوعه يقدم وصفاً فنياً مبرراً. ‏

[size=9]ـ 4 ـ ‏

[size=9]لماذا هذه الموجة الشاذة من الأدب الشاذ غير المتوازن؟ أهي لون من ألوان الغزو الثقافي لطهارتنا وعقيدتنا وتراثنا وقيمنا، وأخلاقنا وشرفنا والحرص على أجيالنا؟ أم هي ثورة الكاتبات النسوة اللواتي يردن ان يعطين أدباً استثنائياً يبز أدب الرجال؟ أم هو نوع من التطور الكتابي الذي يحتاج إليه أدبنا لكسر المحرمات التي غرق فيها مجتمعنا قروناً من الزمان؟ أم هي نتيجة العولمة الثقافية التي أصابت منا مقتلاً؟ أم هي وسيلة للشهرة عن طريق الاقتراب من المحرمات؟ ‏

[size=9]أسئلة تفرض نفسها في هذا الخضم الواسع من «الأدب الشاذ الغريب» الذي يغزو مجتمعنا وتلفظه المطابع يومياً، فتقف الرقابات دون مروره الى القراء أو تسمح به عملاً بحرية النشر! أما لهذا الليل من آخر؟ هل يحسب كُتّاب هذا النوع أنهم يخاطبون بالعربية مجتمعاً غربياً! هل يمت هذا الأدب بصلة الى أدب بودلير واللورد بايرون ولورانس صاحب الأعمدة السبعة الذي كان شاذاً؟

[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]

مشكور الاخ الكاتب الكبير عادل على الموضوع المهم يحز جدا ما وصلت اليه مجتمعاتنا مما نقرء ونشاهد ونسمع من الادب الرخيص والفن الهابط لم يعد هناك قيم في الكتابة والتاليف اصبح الامر مادي فقط من يكسب اكثر نسال الله الستر ورد مجتمعنا الى اخلاقياته او ما تبقى منها شكرا لك

أدعو الأخوة الأعضاء إلى قراء موضوع آخر أكثر خطورة كان لي شرف تضمينه في هذا المنتدى وهو موجود في نافذة نقد أدبي للكاتب زهير شاهين يحلل من خلاله رواية صدرت حديثا لكويتب صاعد يمتطي صهوة الهوس الجنسي بحثا عن الشهرة وتعميم ثقافة الفساد عن ثصد أو من دون قصد

» الكاتب الصغير
» الكاتب الصحفي رفيق قوشة
» الكاتب والشاعر الصحفي أحمد تيناوي